"فلسطين" يا مهـــرة يمتطيــها كل طغــاة الزمــان

بهذه الكلمات القليلة النابعة من قلب شاعر فلسطين محمود درويش عبر بها عن حجم الظلم الذي وقع ويقع كل يوم على أرضنا السليبة فلسطين الحبيبة ...

لم أكن انا كاتب هذا الموضوع، اعرف ما هي فلسطين وما هو جمالها ولماذا أٌجـبر على حبها .. إلا عندما كبرت وصرت في عمر يسمح لي بالتمييز بين الحق والباطل وبين الصواب والخطأ .... فجأة وبدون سابق إنذار تخطفني ذاكرتي الى سنوات بعيدة خلت ... كنت طفلا صغيرا برفقة والدي ... حيث اصطحبوني الى أرض أجدادي فلسطين، إذ كنت اقيم منذ ولادتي خارج فلسطين في بلاد بعيدة جغرافيا عن فلسطين ولكن كان عبق رائحتها الطاهرة ببيارتها وحمضياتها تأبى ألا ان تبقى لاصقة في الذاكرة. .... ذهبت الى بلدتي (يعبـد)، حيث الحياة الريفية الطيبة والهادئة، وحيث الهواء النقي وحيث الهدوء الجميل والناس الطيبة ... حيث الانفعالات العفوية، وجدت هناك لوحة يصعب رسمها لو استجمع كل رسامي الارض لاجلها ... إنها لوحة طبيعية جمالية خلقها الخالق الواحد القهار .... فلا منافس لهذا الجمال مهما ابتدعت أيدي الماهرين ... قد لا تحمل ذاكرتي الان اكثر مما يستوجب ان يحمله عقل طفل بتلك المرحلة طفلا لم يتجاوز العاشرة من عمره، وبعد مرور تلك السنون الطوال .... ما زالت صور ذكرياتي امامي وكاني اراها اليوم ... لم انسى ابدا كيف كان جدي رحمه الله يصحبني معه للبيارات لمتابعة الاراضي ومنتوجها، لم انسى جدتي وهي تحكي لي حكايات من نسج الخيال كبرت وانا اظنها حقيقة، لم انسى اهالي البلدة وهم يسألون ويسلمون علينا نحن المغتربون عن الارض.

هي ذكريات توجع بالقلب ... تركت جرحا ينزف حزنا على الفراق ... هي فلسطين تلك الارض التي يصعب ويستحيل أن ينساها العقل مهما تلاطمت عليه الاحداث ...
احبك يا بلدي ... فانا طفل يحتاج الى حضنك ....