أريحا: مدينة تعاقبت عليها الحضارات العالمية

أريحا: مدينة تعاقبت عليها الحضارات العالمية لثرواتها الطبيعية المميزة
تعبر من سماءها ملايين الطيور المهاجرة سنويا

تعتبر أريحا أقدم موقع سكني في العالم يقدر عمره بعشرة آلاف عام، ووفي خلال هذه الفترات المتلاحقة سكنت فيها العديد من الحضارات المميزة ، وقد عثر فيها آثارا بيزنطية ورومانية وعربية وإسلامية ولا يزال البحث والاستكشاف يجري حتى يومنا هذا .

تقع مدينة أريحا في الجزء الجنوبي من الأغوار وهي ذات كثافة سكانية عالية وتمتاز بانها منطقة زراعية وزراعتها مكثفة على مدار العام باستثناء فترة الصيف حيث تكون درجة الحرارة عالية جدا، ومن المميز في هذه المنطقة أنها تضم العشرات من أأنواع الخضراوات الحولية والفصلية والتي تستهلك بشكل سريع من قبل الإنسان، ونتيجة لهذه الزراعة المكثفة فتستعمل للزراعة أنواع عدة من المبيدات الحشرية والأسمدة العضوية والهرمونات الكيماوية،

وبالنسبة لمصادرها المائية فتأخذ مياهها من الينابيع القادمة من الجهة الغربية للمدينة ، ومن منطقة برية القدس وخاصة مناطق وادي القلط وعيون العوجا وهي ينابيع وعيون موسمية تكثر فيها المياه بعد هطول الامطار، واذ لم تهطل فتبقى بعضها عيون جافة على مدار العام مثل عيون العوجا.

تعلو الجبال الشاهقة مناطق جبالها الغربية مثل جبل التجربة (قرنطل) الذي يمتازبعوله الشاهق وكذلك بإوائه لبعض الطائنات الحية البرية مثل الطيور الجارحة وخاصةالعقبان والصقور مثل صقر الجراد( العويسق) في فترة رحلته القادمة من القارة الأوربية الى أريحا وفلسطين وهو مهدد بالانقراض على المستوى العالمي، وبالإضافة إلى أنواع من الخفاش (الوطواط).

والمنطقة غنية بالتنوع الحيوي المميز بسبب وقوع نهر الأردن في الجهة الشرقية منها حيث يبعد عنها حوالي 1-2كم ، وبسبب وجود التنوع النباتي الخاص بالمنطقة كونها زراعية وتضم عشرات الحدائق الخاصة بالحمضيات والفواكه، مما يسبب بتكاثر الكائنات الحية البرية ومنها الحشرات والطيور والثدييات والنباتات أيضا والتي جميعها تعتمد على بعضها البعض كجزء من النظام البيئي المتميز في هذه المنطقة، وكما يوجد ويستقر فيها عشرات الأنواع من الطيور العابرة والمهاجرة والمقيمة والمهمة محليا وإقليميا وعالميا، ويمر من سماءها ملايين الطيور المهاجرة سواء القادمة من أوروبا والعابرة الى افريقيا في فصل الخريف أو بالعكس والقادمة من افريقيا الى أوروبا في الربيع ، وخاصة تلك المحلقة والتي تعتمد على التيارات الهوائية أثناء ترحالها في وسط النهار والتي يقطع فيها الطير مثل صقر العسل مسافة 600 كم يوميا ويمر بالتالي فوق أريحا ، ويستقر للمبيت بالقرب من جبالها الغربية على أن يبدأ بقطع مسافة اخرى الى جنوب افريقيا في اليوم الثاني.

ومنطقة نهر الأردن والبحر الميت مناطق حدودية خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية، لذا فإنها تعتبر من المناطق ذات الحماية غير المباشرة لجميع مكوناتها باستثناء استنزاف ثروات البحر الميت الجارية في الوقت الحاضر.

حيوانات المنطقة:

لا تزال معظم المعلومات غير معروفة بالنسبة للثدييات وخاصة عدد الأنواع وكثافة وجودها، وقد سجل في وقت سابق: قط الأدغال (قط الخلا الفلسطيني) والوشق(عناق الأرض) والنمس المصري والذئب وابن آوى والنيص والغزال الفلسطيني.

طيور المنطقة:

لتميز المنطقة بالتنوع الحيوي والذي يضم المئات من النباتات البرية ،يستقر فيها العشرات من الطيور المذكورة سابقا فمنها التي تعشش في الجبال الواقعة غلى الجهة الشمالية الغربية من المدينة (جبل قرنطل) مثل العويسق، ومنها الذي يستقر لفترة المبيت فقط مثل صقر العسل الذي يتواجد بكثرة في المنطقة أثناء الهجرة، واللقلق الأبيض الذي يعبر بكميات كبيرة أيضا من فوق المدينة، وكذلك اللقلق الأسود الذي يعبر المنطقة شتاء ويتغذى على الحشرات والديدان في المناطق الزراعية، وتلك المستقرة والتي تتكاثر أصلا مثل بعض أنوع الحجل مثل الحجل الصحراوي، والحجل الأسود والحجل الفلسطيني ، البومة السمراء المقيمة في وسط مدينة أريحا، والزقزاق المقيم في منطقة أريحا ،ومنها الزائرة لفترات قصيرة مثل طير أبو منجل الذي تم تسجيله إلى الجهة الجنوبية الشرقية لمدينة أريحا بالإضافة إلى طير الشاهين المغربي، وطيور أخرى.

الآثار السلبية على منطقة أريحا:

- نتيجة لاستعمال المبيدات الكيماوية بكثرة نشأت مخاطر جمة على بعض أنواع الطيور وخاصة تلك التي تعيش في المنطقة وخاصة بعض أنواع الطيور الجارحة سواء كانت الطيور المهاجرة أو المقيمة.

- الصيد المكثف في المنطقة لبعض أنواع الطيور حيث ملاحظة وجود صيادين يقومون بالصيد الجائر وخاصة للطيور الجارحة أو الطيور الأخرى، أو التقاط أو بيع صغارها من الاعشاش.

- السياحة غير المنظمة: يؤم المنطقة آلاف الزوار والسياح الأجانب (في الأوضاع العادية) والتي تؤثر على الحياة البرية فيها وبالأخص الطيور المهاجرة والمقيمة.

- وجود مكبات النفايات العشوائي في منطقة الجزء الشرقي من وادي القلط والذي يقع ضمن الحدود البلدية لمدينة أريحا، واستخدامه أيضا كموقع لرمي مياه النضح.

- استنزاف المصادر المائية من قبل السطلات والمستعمرات الأسرائيلية أو الاستخدام المكثف للمياه من قبل المزارعين الفلسطينيين في المنطقة للزراعة والتي تقلل من وجود مسطحات مائية مناسبة لبقاء الطيور المهاجرة في فترة الشتاء.

- قيام السلطات الأسرائيلية بفتح الطريق الالتفافي الى الجهة الشرقية من المدينة والتي تقطع ولا تسمح الحركة لبعض الثدييات البرية من التنقل بحرية كافية في منطقة الجهة الشرقية للمدينة.

- وجود المستعمرات الأسرائيلية في منطقة أريحا، وخاصة في المناطق الطبيعية الواقعة الى الجهة الغربية والشمالية الغربية للمدينة ومنطقة العوجا، واضافة الى ذلك المنطقة الحدودية ما بين فلسطين والأردن المسيطر عليها من قبل السلطات الاسرائيلية..

إجراءات الحماية والتوصيات:

- تشجيع استخدام الزراعة العضوية مع العمل بأن هناك توجه جديد لبعض المؤسسات غير الحكومية الفلسطينية العاملة في مجال الزراعة بأن يتم استبدال استعمال المبيدات الكيماوية إلى الاستخدام العضوي في جميع مراحل الزراعة المكثفة التي يتم اتباعها في المنطقة وهذا يساعد على جزء من الحماية غير المباشر والمبرمجة من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية.

- تنظيم الصيد في المنطقة وتغريم كل معاقب ومخالفته على هذا العمل.

- إجراء مسح شامل في المنطقة لمعرفة المزيد من المعلومات عن أنواع الحياة البرية في المنطقة.

- تنظيم استعمالات الأراضي للمنطقة، ومن ضمنها وجود مكب للنفايات ومعالجة مياه المجاري.

- تنظيم استغلال المصادر المائية للمنطقة.

- تشجيع السياحة البيئية ، ومنها مرقبة الطيور والهتمام بالحياة البرية في المنطقة.