بقلم: أ.تحسين يحيى أبو عاصي
أراد شاب أن يتزوج من بنت كبير قومه وعشيرته ، ولكن كبير القوم والعشيرة رفض أن يزوجه إلا بشرط واحد ، فهو لا يريد مهرا لبنته ، ولا مالا ، ولا ذهبا ولا تجارة . شرطه أن يكون مهر بنته أربع كلمات ، صدق ، من صدق ، من صدق ، من صدق ، أربع كلمات فقط . خرج الشاب حزينا هائما على وجهه ، يسير بين القرى والمدن ، ويقطع القفار والجبال والوديان والهضاب يبحث عن الإجابة ، كان يسأل عن رجل حكيم لعله يروي ظمأه ، فيجيبه عن تلك الكلمات ، فلا يهم من يكون هذا الحكيم. وفي طريقه ، وبعد أن بلغ منه الجهد مبلغه ، وأخذ الإعياء منه مأخذه ، ألقت به ظلمة الليل إلى بيت رجل فقير . كان الشاب منهكا متعبا ، إلى درجة أنه لم يتمكن في تلك الليلة من تناول الطعام ، فمنذ أن جلس على الفراش ، غطَّ في نوم عميق ، وعندما استيقظ في صباح اليوم الثاني ، أراد صاحب البيت أن يخفف عنه ما به من ألم ومرارة ، فسأله عن قصته ، وما فعل الزمان به . حكى الشاب قصته للرجل الذي ساقته الأقدار إليه من غير ميعاد ، قال الرجل للشاب : وجدت ضالتك ، فخذ عني إجابتك : أما الكلمة الأولى فهي : ربِّي ولد ولدك أمّا ولد بنتك فلا . وأما الكلمة الثانية فهي : عمِّر في مُلكك وأما ملك غيرك فلا . وأما الكلمة الثالثة فهي : تزوج من شكلك أما شكل غيرك فلا . وأما الكلمة الرابعة فهي : الرجل الفطين يفهم في حديث الرجال ، أما الدُّون فلا. |